اسنيم: عمود الاقتصاد الوطني الذي يجب أن يبقى بعيدًا عن عواصف السياسة

 

في زمن يتكالب فيه الساسة، وتتباين فيه الآراء، وتشتد فيه التجاذبات السياسية، تبقى هناك مؤسسات وطنية يجب أن تُصان وتُرفع فوق كل تلك الصراعات.. 

"الشركة الوطنية للصناعة والمناجم - سنيم" هي إحدى تلك المؤسسات التي تظل علامة مضيئة في سماء الاقتصاد الوطني، وتستحق أن تظل بعيدة عن تخندقات اللوبيات وأجنحة السياسة المتناحرة. 

 

وتحت قيادة المدير العام، محمد فال ولد التلميدي، تجسدت رؤية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بوضوح وبراعة. 

 

حيث شهدت الشركة نقلة نوعية، لم تقتصر فقط على زيادة الإنتاج بشكل غير مسبوق ليصل إلى 14 مليون طن، بل امتدت لتشمل تحسينات جوهرية في حياة العاملين ورفاهيتهم. 

 

هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءات، بل هي شهادة حية على كفاءة الرجل وحنكته في إدارة المؤسسة، حيث نجح في تعزيز جو من التهدئة والاحترام المتبادل بين العمال والإدارة.

 

الإنجازات الإنسانية التي حققها ولد التلميدي لا تقل أهمية عن الإنجازات الاقتصادية؛ فقد عمل على توفير رعاية صحية شاملة للعاملين من خلال تجهيز عيادات الشركة لتكون مستقلة وقادرة على توفير الأدوية في وقت قياسي. 

 

ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أظهر التزامًا لا مثيل له برعاية العمال، حيث استجاب فورًا لحالات الطوارئ الصحية، حتى لو تطلب الأمر استئجار الطائرات لنقلهم، مؤكداً أن صحة وسلامة كل فرد في "سنيم" هي أولوية قصوى.

 

وفي سياق آخر، حرص المدير العام على تحسين ظروف العمل من خلال زيادة علاوة السكن والإنتاج، وتقديم هبات سنوية مضاعفة للعمال، مما أسهم في تعزيز الروح المعنوية والإنتاجية.

 

 ولإضافة لمسة من الاستقرار الاجتماعي، تم توفير عقود بيع منازل لـ600 عامل في أزويرات بتقسيط مريح، بالإضافة إلى توزيع 600 قطعة أرضية في أرقى أحياء نواذيبو، ليضمن للعمال وعائلاتهم حياة كريمة ومستدامة.

 

لم يكن دور ولد التلميدي محصورًا في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فقط، بل امتد إلى وضع خطة إستراتيجية لإنعاش "سنيم"، تقوم على مضاعفة الإنتاج وتركيز الشركة على نشاطها الأساسي، مع توجيه الأعمال المتفرعة إلى مؤسساتها الفرعية.

 

 هذه الخطة لم تضمن فقط تحسين أداء الشركة، بل مهدت الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا للاقتصاد الوطني.

 

وفي أوج هذه النجاحات، حرص ولد التلميدي على إبقاء "سنيم" بعيدة عن التخندقات السياسية وصراعات الأجنحة المتناحرة، مفضلًا أن يكون ولاؤه للوطن بأكمله، وليس لمصلحة فئة أو جماعة.. 

وقد تجسد هذا الولاء في استرجاع منجم أفديرك، ودفع عجلة مشروع العوج، وبناء محطة للطاقة الشمسية، وتسريع العمل في محطة أزويرات الحرارية، وزيادة إنتاج كلب العين 2، والعمل على مشروع تحلية المياه. 

 

 والدليل الأكبر على نجاح هذه السياسات هو رضا العمال، وهو ما انعكس في غياب أي إضراب منذ تولي السيد ولد التلميدي إدارة "سنيم". هذا الرضا لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة جهد دؤوب وإدارة حكيمة، تستحق أن تُحافظ عليها البلاد وتدعمها.

 

لم تكن"سنيم" مجرد شركة فقط، بل هي شريان نابض في قلب الاقتصاد الوطني، يجب أن نحرص على بقائها بعيدة عن صراعات السياسيين في نواكشوط. 

 

فالتحديات التي تواجهها البلاد تتطلب أن نحمي هذه المؤسسة من أي نزاعات قد تعيق تقدمها.. 

والنجاح الحقيقي هو ذاك الذي يخدم الوطن بأكمله، بعيدًا عن المصالح الضيقة والصراعات التي لا طائل منها.

 

ولذلك، دعونا جميعًا نعمل على إبقاء "سنيم" وإدارتها المتميزة بعيدين عن التجاذبات السياسية..

فهي عمود فقري للاقتصاد الوطني، وعلى كل إعلامي وطني أن يقف دفاعًا عن هذه المؤسسة، حمايةً لمصلحة الوطن ومستقبل أبنائه.

 

-سيدي عثمان ولد صيكه

 

 

 

 

 

 

الأكثر مشاهدة