إلى أي حد سينجح الشباب في حل ملف الحمالة بنواذيبو؟

شكلت إطلالة شباب من الحمالة بعد عقود من حمل الملف من قبل نقابيين دون أن يرواح الملف مكانه على الإطلاق.

 

وكشف الشباب الذين قالوا إنهم يحملون توكيلا من أزيد من 300 حمال في ميناء نواذيبو المستقل لكنهم رووا بحسرة وألم كيف ضاعت حقوق المئات على مدى عقود دون أن يتمكنوا من الحصول على عقود أو ضمان أو تأمين أو حتى تقاعد.

 

بدت نبرة الشباب المتحرر من أي إنتماء أو تيار كما يقول معبرة تماما عن واقع الحمالة ومناشدات للرئيس محمد ولد الغزواني بأن يزورهم في الميناء من أجل الاستماع إليهم وحل مشاكلهم.

 

تحدث الشباب بصراحة قل نظيرها في سرد الواقع دون مساحيق لعمال هم عمود الارتكاز غير أن مشغيلهم يبخلون عليهم برواتب في الوقت المحدد قانونا قبل أن يضطروا إلى الاحتجاج حسب قولهم.

 

ومازاد الأمر تعقيدا أن الشباب الممثلين باتوا يتوقون إلى فك الارتباط بالشركات المشغلة ،معتبرين أنها باتت ترمز إلى الظلم والاضطهاد فكيف يعقل أن لايحصلوا على كشوف رواتب ويمنحوا وثائق أقرب هي لورقة في الغالب يرفضها صندوق التأمين الصحي ويردها عليهم.

 

وكشف الشباب الممثلون عن حقائق صادمة قائلين إن عديد الاتفاقات التي تم إبرامها مع مشغليهم لم تطبق على أرض الواقع رغم توقيعها أمام مفتشية الشغل لكن الشركات في الغالب تضرب بها عرض الحائط ليعودوا مجددا إلى نقطة الصفر.

 

سلوك يرى فيه ممثلو الحمالة بأنه استحقار للدولة وتعالي على القانون من قبل مشغليهم وشركاتهم ،معتبرين أنهم في الحقيقة عانوا الأمرين،وتجرعوا ألوانا من الظلم لاتستساغ لكنهم صبروا وصمدوا لكن السيل بلغ الزبى حسب تعبيرهم.

 

كانت رسالة ممثلي الحمالين صريحة للحكومة والرئيس بأنهم مجرد عمال بسطاء تعرضوا للظلم وضاعت حقوقهم عقودا من الزمن ،واليوم يأملون في لفتة من الرئيس لإنصافهم على غرار ماحدث مع زملائهم في نواكشوط.

 

فإلى أي حد سينجح الشباب الممثلون في تحقيق مكاسب للحمالة بعد مرور عقود من تهميشهم وإعادة الملف إلى الواجهة أم أن الملف من التعقيد مايجعل حسمه بالغ الصعوبة؟

الأكثر مشاهدة