في انتظار قدوم البعثة الوزارية التي ستعمد إلى تشخيص مشاكل نواذيبو وتستمع لمختلف المشاكل المطروحة، يطرح كثيرون عناونين عريضة قد تقدم صورة عن حجم التحديات القائمة منذ سنوات في عاصمة موريتانيا الاقتصادية.
أولى التحديات البنيوية والتي مالم تحل فلا أمل في تحقيق التنمية هي أزمة الصلاحيات القائمة بين المنطقة الحرة والبلدية والمصالح الرسمية والتي شكلت عبر عقد من الزمن أبرز ملامح الصراع القوي في مدينة نواذيبو ،ولم يستطع النظام القائم إلى حد الساعة وضع حل نهائي لها.
وبالرغم من أن البرلمان صادق في 11 يونيو 2024 على تعديل لقانون للمنطقة الحرة ، وبموجبه انتقل بعض الصلاحيات ،وتحديدا الموانئ التي استعادتها وزارة الصيد بعد قرابة 11 سنة من تبعيتها للمنطقة الحرة.
إلا أن القانون لم يعرف لحد الساعة استصدار مراسيم مطبقة له،وبقيت مجمل الصلاحيات إلى الأن بيد المنطقة الحرة وسط سؤال عن مصير تطبيقه؟ وهل بالفعل تم تجميده؟ أم أنه يستحيل تطبيقه؟ بعد قرابة سنتين من عدم إحالته إلى البرلمان.
يرى متابعون أن القضية تعتبر بمثابة أزمة مستحكمة ، ولها أبعاد وتأثيرات على تحقيق التنمية في الولاية في ظل انتظار كل طرف الظفر بصلاحياته(البلدية – الجهة – مصالح الوزارات) منذ سنين دون أن يلوح في الأفق مؤشر على قرب ذلك وعودة نفس السناريو السابق.
وكان لافتا أن الوزير الأول المختار أجاي لم يتطرق في عرض سياسته قبل أشهر أمام البرلمان للمنطقة الحرة بشطر كلمة،وهو ماقرأ فيه البعض أن القانون لن يطبق على الأقل أو تأجل إلى إشعار جديد.
قضية شكلت على مدى 11 سنة عنوانا للسجال وفي بعض الأحايين صراعا محتدما ، وسط انقسام المدينة إلى فسطاطين متصارعان فيما يخص المنطقة الحرة والبلدية فإلى أي حد ستسهم البعثة الوزارية الجديدة في اكتشاف هذه الحقيقة؟
الأزمة الثانية في المدينة هي أزمة تردي الخدمات (الماء والكهرباء والإنترنت والصحة والتعليم) بنسب متفاوتة وإن كان بعضها يشهد ترديا غير مسبوق كخدمات الإنترنت والمياه بشكل لم يعد يحتمل التأجيل في مدينة هي الشريان الحيوي للبلد وعاصمته الاقتصادية،ولم تجد أنصاف الحلول في حلحلتها ولا مجرد التخفيف منها حسب المواطنين.
واقع الريف هو الأخر يلقي بظلاله على التنمية بحكم كونه بحاجة إلى أن يتم إشراكه في وضع الخطط الجهوية ،وأن لايبقى على وضعيته الحالية البالغة الصعوبة.
وكانت لجنة وزارية قد تم تشكليها في نهاية ابريل 2024 من أجل حل مشاكل نواذيبو ،وأقامت في المدينة 3 أيام قبل أن تغادر وإلى اليوم لم يعرف مصيرها وبقيت الأزمات هي نفسها.
وعاشت المدينة بعد مغادرتها على إيقاع انقطاعات المياه والكهرباء والإنترنت وعادت الأمور إلى مربع الصفر فهل سيتكرر نفس السناريو 2025؟