بعد مكاسب الذهب التي اقتربت من 30% في عام 2024، متفوقة بذلك على كل السلع وجميع الأصول باستثناء عدد قليل منها، لا يزال هنالك أمل في دورة صعود جديدة لأسعار الذهب في العام الجاري. ووفق موقع "كيتكو" المتخصص في المعادن الثمينة، الصادر مساء الجمعة، يتوقع معظم تجار التجزئة أن المعدن الأصفر سيتجاوز 3 آلاف دولار للأونصة في عام 2025.
وأظهر مسح الذهب السنوي الذي أجرته موقع "كيتكو" إيماناً قوياً بإمكانية صعود المعدن الأصفر من جانب تجار التجزئة، كما تتوقع البنوك الكبرى وخبراء الصناعة في الغالب استمرار قوة أسعار الذهب في عام 2025. وشارك 457 من مستثمري التجزئة في استطلاع موقع "كيتكو" السنوي للذهب، وتوقعت أغلبية قوية من الذين شملهم المسح أن يتم تداول المعدن الأصفر فوق ثلاثة آلاف دولار للأونصة في عام 2025.
وتوافق العديد من البنوك التجارية الكبرى توقعات مسح "كيتكو"، إذ حدّد بنك غولدمان ساكس في ديسمبر هدفاً طموحاً بقيمة 3000 دولار للأوقية الذهب في عام 2025. ويشير البنك إلى توقعات استمرار الطلب القوي من البنوك المركزية والزيادات التدريجية في حيازات الصناديق المتداولة في البورصة (ETF) كمحركات رئيسية وراء هذه التوقعات.
ويعتقد البنك أن دورة التيسير التي ينتهجها بنك الاحتياط الفيدرالي ستدعم أسعار الذهب بشكل أكبر. من جانبه، قال مصرف "بنك أوف أميركا" في مذكرة صدرت خلال صيف عام 2024 أن الذهب يتجه للصعود نحو ثلاثة آلاف دولار. وتوقع مايكل ويدمر، محلل بنك أوف أميركا، أن يصل الذهب إلى 3 آلاف دولار خلال الـ12 إلى 18 شهراً القادمة، مشدداً على أنّ الذهب يظلّ الملاذ الآمن النهائي. وأشار ويدمر إلى الضغوط المالية المستمرة واتساع العجز الحكومي كعوامل مهمة تساهم في جاذبية الذهب.
الدولار الأعلى في عامين... صعود الذهب وانخفاض النفط
وفي ذات الصدد، أجرت شركة Bullion Vault دراسة استقصائية بين عملائها وتوقعت أن يصل الذهب إلى مستوى مرتفع يبلغ 3070 دولاراً في عام 2025. وسلطت الشركة الضوء على التوترات الجيوسياسية باعتبارها العامل الرئيسي الذي يدفع اهتمام المستثمرين بالذهب، مما يشير إلى أن عدم اليقين في الشؤون الدولية من شأنه أن يدفع المستثمرين إلى تعزيز مراكزهم في المعادن الثمينة. كما أعرب محللون في مجموعة Exinity Group عن مخاوفهم بشأن التوترات الجيوسياسية المحتملة في ظل رئاسة ترامب الثانية المحتملة، والتي يمكن أن تعزز مكانة الذهب كأصل ملاذ آمن.
مراحل صعود الذهب
بدأ السعر الفوري للذهب العام الجديد وهو يحوم حول ألفي دولار للأونصة في عام 2024 في منتصف فبراير/ شباط قبل أن يحصل على دفعة فوق مستوى ألفي دولار. لكن نهاية شهر فبراير هي التي بدأت صعوده الحاد، حيث ارتفع السعر الفوري للذهب بما يزيد عن 60 دولاراً خلال اليومين الأخيرين من الشهر، واخترق حاجز 2100 دولار في يوم التداول الأول من شهر مارس/ آذار.
وفي العاشر من يونيو/ حزيران، اخترق الذهب مرة أخرى مستوى 2400 دولار للأونصة، وهذه المرة، وجد الدعم، وعندها بدأ صعوده الأكثر ثباتاً في عام 2024، والذي شهد ارتفاع سلم المعدن الأصفر خلال أواخر الصيف وأوائل الخريف إلى القمة، إذ ارتفع إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق عند 2788.54 دولاراً للأونصة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبعد تراجع سطحي، كان انتخاب دونالد ترامب في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني هو الذي أطاح الذهب في النهاية من قاعدته، حيث انخفض المعدن الأصفر من 2743 دولاراً للأونصة في الرابع من نوفمبر وصولاً إلى أدنى مستوى عند 2560 دولاراً بعد 10 أيام فقط.
ولكن أسعار الذهب وجدت دعماً جديداً حيث أدت تهديدات الرئيس المنتخب ترامب بالتعريفات الجمركية والحروب التجارية جنباً إلى جنب مع تجدد مخاوف التضخم مرة أخرى إلى دفع الأسعار الفورية إلى ما فوق 2700 دولار للأونصة، وعلى الرغم من أن المعدن الثمين لم يتمكن من تحدي أعلى مستوياته في أكتوبر، باستثناء بعض الانخفاضات، والدعم عند 2600 دولار للأونصة حتى رصيد عام 2024.
المصدر: العربي الجديد