من ضمن المفارقات الغريبة في موريتانيا أن العاصمة الاقتصادية نواذيبو التي سلتها الغذائية من البحر ، وتصدره لإفريقيا وأروبا وأسيا بات سكانها يستهلكون الدجاج ، ويعجزون عن الحصول على السمك.
طبعا بدأت هذه المعاناة منذ بضع سنين حيث باتت الوزارة عاجزة عن تأمين حاجيات الأسواق المحلية بالسمك في الوقت الذي انخرط فيه الاف الصيادين في البحث عن الإخطبوط وبات أخيرا شبه نادر.

يعيد البعض القرار إلى 2016 حيث قررت الحكومة في تلك الفترة الإستغناء عن السنغاليين الذين كانوا يجلبون الأسماك الاستهلاكية وقررت مرتنة القطاع ،وهو ما تسبب في وقف تموين الأسواق بالسمك خصوصا نواذيبو ونواكشوط.
أسباب موضوعية...

يقول عاملون في تجارة السمك إن عدم قيام الدولة بتخصيص أسطول لتموين السوق المحلي،وانتظار منح الخصوصيين هو السبب الحقيقي فيما يحدث الأن فكميات الأسماك القادمة إلى السوق بالكاد تؤمن احتياجاته وتنفد سريعا.
ويرى هؤلاء أن مافاقم الوضع هو تصدير كميات السمك الإستهلاكي التي جلبها إلى نواكشوط مما جعل حاجيات المدينة من السمك الاستهلاكي غير متوفرة ،وهو ربما السر في حجم الغلاء الفاحش والغير منطقي حيث تصل أسعار نوعيات السمك الجيدة للكلغ 4000 أوقية قديمة.
وبحسب التجار فإن مايدعوا إلى التساؤل هو عدم قيام وزارة الصيد بالتركيز على القضية،والبحث لها عن حلول خصوصا أنها مطروحة منذ قرابة 8 سنوات والوضع يزداد سوء يوما بعد يوم.
ورأى التجار أنهم بحاجة إلى أن تتبنى السلطات رؤية جديدة من خلالها يتوفر السمك الاستهلاكي في العاصمة الاقتصادية ، ويكون المواطن قادرا على الحصول عليه بسعر منطقي وليست الأسعار الفلكية حسب قولهم.
عزوف مطلق...

غير أن اللافت في الأمر هو تركيز الاف الصيادين على الإخطبوط ،وحجم الضغط على هذه الثروة الاستراتجية لموريتانيا،وغياب تنويع للمصايد مما يهدد في المستقبل الإخطبوط ويجعل احتمال انقراضه واردا على غرار ماوقع مع بعض العينات.
ويقترح خبراء على الحكومة اتخاذ تدابير سريعة من شأنها أن تسهم في خفض الضغط الكبير على الإخطبوط ، وتفتح افاقا أرحب أمام المشتغلين بالقطاع في تنويع المصايد وتجريب حظوظ أخرى مع عينات الصيد التي تصل 600 نوع في المياه الموريتانية.

خطوة فيما يبدو ماتزال بحاجة إلى تسويق أفضل وإقناع بها الاف الصيادين المتعطشين فقط إلى الإخطبوط أو مايطلق عليه البعض ب"الذهب الحي".
جهود رسمية...

ورغم أن شركة توزيع الأسماك فتحت قرابة 40 نقطة لبيع السمك بأسعار مخفضة إلا أنها لم تلب بالقدر الكافي احتياجات السكان في عاصمة الثروة والسمك بموريتانيا.

ويرى السكان أن الإجراء الحكومي له أهميته غير أنه ينبغي أن يحصلوا على العينات الجيدة من السمك وليست العينات الردئية وبكميات ضئيلة جدا بالكاد تؤمن حاجياتهم يوما واحدا.
وبحسب مصادر "المؤشر" فإن نقاط بيع السمك في تزايد غير أن ندرة السمك هي الأخرى كان لها تأثيرها البالغ أيضا.