ارتفعت أصوات المواطنين في مدينة نواذيبو متسائلة عن السر الحقيقي في غرق العاصمة الاقتصادية في القمامة،وضياع المرافق والشوارع والأزقة بفعل محاصرة أكوام القمامة،وغياب دور المنطقة الحرة التي هي المعنية بملف النظافة وتخصص له سنويا أموالا طائلة من ميزانيتها.
ورغم أن المنطقة الحرة متعاقدة مع 5 شركات نظافة منذ 2014، إلا أن جولة بسيطة في المدينة تظهر حجم استفحال القمامة،وغياب أي مظاهر للعصرنة والنظافة في المنطقة الحرة.

وإزاء هذه الوضعية باتت سلطة المنطقة الحرة على الصامت،فيما تعالت أصوات المواطنين مطالبة بحملة نظافة كبرى لتحرير الشوارع والمرافق والأزقة من حصار القمامة الكبير الذي كل بقاع المدينة وحتى مدخلها.
القمامة في كل مكان...

لاتكاد تخطئ عين المتجول في العاصمة الاقتصادية مكبا صغيرا هنا أو هناك في الغالب يقوم السكان برمي القمامة على الشارع دون مراعاة لأي سلوك مدني في عاصمة موريتانيا الاقتصادية.
وانتقلت الظاهرة من المكبات إلى الشوارع حيث بات رمي القمامة عليها أمرا شائعا حتى وصل الأمر إلى أن بعض المواطنين بات يطلق اسم "مكب القمامة" على شوارع بعينها في المدينة.
وفي ظل هذه الوضعية الصعبة بات الصمت المريب من قبل المنطقة الحرة والسلطات المحلية محل سؤال عن الأزمة المستفحلة التي باتت أكثر صعوبة من أزمة المياه والكهرباء يعلق أحد المواطنين.
صورة المرافق...

حاصرت أكوام القمامة المرافق وخصوصا المدارس التعليمية في مشهد بات يعكس ثقافة المواطنين وغياب أي سلوك متحضر.
وتحولت المدرسة رقم 8 إلى أكبر مكب للنفايات دون أن تتمكن المنطقة الحرة من تحريره من مستنقع القمامة الأسن،وحصار سكان الحي فلم تشفع لإدارة المدرسة نداءاتها المتكررة في القضاء على المكب.
ورغم أن البرلمانيين دخلوا على الخط قبل سنوات كماهي حالة النائب البرلماني أعزيزة جدو إلا أن جهودها تحطمت على صخرة إصرار سكان الحي في رمي القمامة على المدرسة دون رادع ولانكير في سابقة لم تشهد المدينة مثلها.
ولم يسمع ربما وكلاء التلاميذ ولامكتبهم الجهوي بوضعية المدرسة رقم 8 ونظيراتها في المدينة ولم يتحركوا لإنصافها وتحرير أجيال الغد من مخاطر القمامة دون معرفة السبب الحقيقي في الخطوة.
وليست المدرسة رقم 8 بل إن بعض المرفق العمومية الأخرى يعاني نفس وضعيتها كما هي وضعية دار الشباب الجديدة في الترحيل والإدارة الجهوية للتنمية الحيوانية.
حرية الحيوانات السائبة...

ولكونها منطقة حرة فيما يبدو أن العنان أطلق للحيوانات السائبة فباتت تتنقل بكل حرية في الشوارع الرئيسية ،وأمام أرقى الفنادق وفي مداخل المدينة فيما اعتبر نوعا من تكريس لحرية التنقل حتى للحيوانات السائبة.
ظاهرة باتت تؤرق السكان،وتسيئ لصورة المنطقة الحرة دون اتخاذ إجراءات رادعة ووسط صمت من قبل رئيس المنطقة الحرة الجديد الذي حتى الأن لم يتخذ قرارات رادعة ومازال يراقب المشهد عن بعد.
ويستغرب مواطنون أن تتحول مدينة نواذيبو إلى مدينة تجول الحيوانات السائبة في معظم الشوارع الرئيسية.
احتلال الأرصفة...
ومع تجول الحيوانات السائبة تم احتلال الأرصفة بشكل بات يطرح الكثير من الاستفهامات عن السر في الخطوة.
فتحولت الأرصفة إلى محلات لغسيل السيارات ،وشوارع مفتوحة دون أبسط معايير وشيدت عليها المنصات والمطاعم والمتاجر ،واحتلها الباعة دون رقابة ولاحتى تنظيم وإطلاق الحبل على الغارب للجميع.
وبالرغم من كونها أصلا شيدت لكي تكون فضاء طبيعيا للمواطنين إلا أن تجار الخضروات عمدوا إلى تحويلها إلى ساحات للعرض ،ومانجم عن ذلك من سوء استغلالها وحتى عدم نظافتها فيما يثبت غياب الرقابة عليها.
إلى حد الساعة لم تتحرك أي جهة لضبط وتنظيم الأرصفة،وتحريرها على الأقل فماهو السبب في الخطوة؟