تتبع موفد "المؤشر" مسار الإخطبوط من التفريغ إلى التسويق والتخزين ضمن سلسلة متعددة من الحلقات يمر بها الصياد التقليدي القادم من البحر قبل أن يتم إيداع إنتاجه في مخازن للتبر
يبدأ تفريغ الكميات القادمة من الإخطبوط من على متن الزوارق التي تصل يوميا إلى الشاطئ في إطار ما يسميه الصيادون ب"نظام البحر" (سفينة تحمل الإنتاج عن كل مجموعة زوارق مابين 50 إلى 80 زورق).
يتم ضبط كميات الإنتاج بشكل محكم ووضع علامة عليها تميز إنتاج كل زورق على أن يكون في استقباله من سيحمله إلى مستودعات التخزين في انتظار اكتمال الفترة الزمنية.
فرص هامة...

ينتظر السماكون المعروفون محليا ب"التباب" فرص عودة الزوارق حيث يكونون في استقبالهم من أجل شراء المنتوج بشكل مباشر دون الحاجة إلى حمله إلى مستودعات التخزين.
ويضطر السماكون إلى المرابطة تحت لهيب الشمس الحارق في كل زوال في انتظار عودة الزوارق القادمة من عباب المحيط بغية النقاش حول السعر والشراء بشكل مباشر على أن يحملوه صوب مستودعات التخزين.
ويقول السماكون ل"المؤشر" إن العمل في هذه الفترة يعرف انتعاشا غير أنهم لايخفون مخاوفهم من عدم الاستفادة من الموسم إذا لم تتحسن أسعار الإخطبوط في موسم أريد له أن ينسيهم مواسم صعبة مروا بها في السنوات الماضية.
ويرى السماكون أن الوقت حان من أجل أن يتم وضع سعر مرجعي للإخطبوط،وأن تتم رقابة الأسعار على الشاطئ وأن تخضع للمتابعة من قبل الشركة الموريتانية لتسويق الأسماك.
غياب العصرنة...

بالرغم من حجم الأموال التي تم ضخها في القطاع إلا أن وسائل نقل الإخطبوط لاتزال بعيدة كل البعد من العصرنة سواء في التفريغ أو النقل في ظل غياب أي رقابة رسمية من الميناء ولا مؤسسات الجودة.
وتابع "المؤشر" طريقة حمل الإخطبوط في خنشات متسخة ، وفي بعض الأحيان يتم رميه بطرق بعيدة كل البعد عن معايير الجودة التي كان يفترض أن يتم تهيئة وتكوين الصيادين عليها منذ عقود.
وفي الوقت الذي يظهر الصيادون بظروف بالغة الصعوبة يتم الحديث عن الجودة ومعاييرها والعصرنة في الوقت الذي لاتنتمي هذه المفردات على الأقل في ميناء الصيد التقليدي.